Enter keyword
Search Only

NEWS & PRESS RELEASES

بحوث في المؤنث

6/7/2017 1:46:00 AM

أهمية مشاركة المرأة في البحث العلمي

 
يحتفل العالم، في الثامن من آذار، بيوم المرأة العالمي. اذ ما زالت المرأة تناضل، وفي جميع المجالات وفي جميع انحاء الأرض، من أجل تحقيق ذاتها ونيل حقوقها وتعزيز أوضاعها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية. أما في مجال العلوم، فتقدّر "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة-UNESCO" أن المرأة ما زالت غير ممثّلة بطريقة جيدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في العالم. فيشكّل، بالتالي، عدم تحقيق المساواة في هذا المجال وحرمان المرأة من متابعة البحوث العلمية خسارة للمجتمع بشكل عام.
أما في "المجلس الوطني للبحوث العلمية"، فتشارك المرأة في تطوير البحث العلمي وتساهم في انجاز المشاريع العلمية وفي بلورة البحوث وتحقيق انعكاساتها في التنمية والبيئة وغيرها. تجيب الباحثات المتفرّغات في المجلس،ومن خلال هذه المقابلات، عن أهمية البحث العلمي في تعزيز أوضاع المرأة، وعن التحديات التي تواجه المرأة الباحثة في لبنان والعالم، وعن الاضافة التي تضمنها المرأة في مجال البحث العلمي.

 

كارلا خاطر
تشير الباحثة في المجلس الوطني للبحوث العلمية-مركز الاستشعار عن بعد الدكتورة كارلا خاطر الى أن البحث العلمي مساحة لتحقيق الذات، ولمواجهة التحديّات، ولطرح التساؤلات بشكل مستمرّ فيحاكي المجال البحثي، بالتالي، خصائص المرأة وطبيعتها. اذ تحاول المرأة جاهدة في أن تثبت ذاتها من دون أن تستسلم بسرعة، وفي أن تجعل المشاريع العملية، والعائلية والحياتية تتحقّق وتنجح بتواضع وشغف. تقول خاطر "انها تجد شغفها في البحث العلمي ما يخاطب طبيعة المرأة، الكائن الشغوف الذي يحقّق الأعمال والمهام بشغف وحبّ".
لا تعتبر خاطر أن تحديّات البحث العلمي في لبنان محصورة بالمرأة، بل تشمل الباحثين والباحثات على حدّ سواء ومنها على سبيل المثال الحصول على المعلومات وعلى الدعم المادي، وصعوبة توافر منصّات لنشر المقالات العلمية وغيرها من التحديات التي تواجهها البلدان النامية في مجال البحث العلمي.
في المقابل، تعتبر خاطر أن "المجلس الوطني للبحوث العلمية" يشجّع ويدعم المرأة الباحثة في المراكز البحثية والادارية من دون اي تمييز بين المرأة والرجل، اذ تلقى المرأة الباحثة في المجلس الكثير من الدعم والثقة والتشجيع في متابعة بحوثها ومسيرتها العلمية.


اليز نجيم

تجد الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-مركز علوم البحار" الدكتورة اليز نجيم أن المرأة تعالج مواضيع مختلفة في البحث العلمي عن المواضيع التي يعالجها الرجل. اذ ربّما تهتم المرأة أكثر بمجالات تخصّ عائلتها ومجتمعها مثل سلامة الغذاء أو أثر بعض المواد على نموّ الأطفال وغيرها، فتطرح المرأة، بالتالي، اشكاليات علميّة مختلفة. من جهة أخرى، تعتبر نجيم، وهي متخصّصة في المكافحة البيولوجية لأمراض النباتات وحماية النباتات، أن المرأة قادرة على التوفيق بين واجبات الأمومة والعائلة وبين متطلبات البحث العلمي على الرغم من التعب الذي يفرضه التوفيق بين مختلف المهام العائلية والعمليّة.
في المقابل، تقول نجيم ان المرأة الباحثة في العالم العربي لا تلقى الدعم الكافي الذي يلقاه الرجل، اذ ما زالت المرأة تواجه التمييز، وعدم المساواة، وقلة الثقة بقدراتها العلميّة من دون أن تُعطى المسؤوليات الكبيرة أو المراكز المهمّة في مجال

البحث العلمي في البلدان العربية

اليس بجاني
يعزّز البحث العلمي، وفق الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" الدكتورة اليس بجاني، ثقة المرأة بذاتها، وبقدرتها على اتخاذ القرارات في المجالات المهنية، والاجتماعية والعائلية. فمن خلال البحث العلمي، تلعب المرأة دورا أساسيا في المجتمع، وتشكّل مثالا للانجازات ولتحقيق النجاحات.
تضيف تجارب المرأة الحياتية، وفق بجاني، الكثير على مجال العلوم اذ تظهر الدراسات أن مشاركة المرأة في المجموعة يحدث الفرق من خلال ذكائها العاطفي الذي يغني الذكاء الجماعي.
تقول بجاني ان انخراط المرأة في البحث العلمي يتطلب الكثير من التضحيات والوقت والطاقة. لذا تواجه المرأة تحديات في تربية الأطفال وفي متابعة البحث العلمي، فلا يمكن لها أن تتابع بحوثها العلمية ان لم يتوفّر لها الدعم المناسب.

 

ايمان عباس
تعتبر الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-الهيئة اللبنانية للطاقة الذريّة" الدكتورة ايمان عباس أن البحث العلمي من أهم مؤشّرات تطوّر المجتمع وركائزه. اذ تشارك المرأة، الى جانب الرجل، في ميادين البحث العلمي بغية سبر أغوار المعرفة ورفع مستوى المجتمعات. من جهة أخرى، يساعد البحث العلمي المرأة على تطوير ذاتها وقدراتها في التحليل والنقد والصبر وعلى خدمة مجتمعها.
تجد عباس أن المرأة تغني البحث العلمي من خلال اجراء التحاليل المخبرية، والمشاركة في الندوات والمؤتمرات المحليّة والعالمية. وتتميّز المرأة بصبرها الذي يقوّي ارادتها في مواجهة التحديّات والصعوبات بغية تحقيق الأهداف والمساعي الهادفة.
تندرج التحديات التي تواجه المرأة في البحث العلمي، وفق عباس، ضمن تحديات البحث العلمي بشكل عام ومنها على سبيل المثال: ضعف الانفاق على البحث العلمي من الناتج المحلي وعدم مشاركة القطاع الخاص في آليات التمويل، عدم ربط انشطة البحث بالسياسة التنموية للبلاد وعدم الاتكال على البحوث العلمية المحليّة بل تفضيل نتائج البحوث المستوردة، وعدم توافر البيانات والاحصائيات اللازمة للقيام بالبحوث العلمية.

 

تمارا الزين
يساعد البحث العلمي، وفق الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" الدكتورة تمارا الزين، في تطوّر المجتمع بغض النظرعن تحديد مدى مساهمة المرأة أو الرجل. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، فرضت عولمة البحوث نمط التشارك والتعاون في الأبحاث بين الجنوب والشمال، وبين الدول المتطورة والدول النامية. لذا تجد الزين، بالتالي، أنه ومن غير المسموح، اليوم، جندرة العلوم بينما يتم كسر حواجز العرق والجنسية وغيرها.
تواجه المرأة الباحثة، وفق الزين، في العالم وليس في البلدان العربية فحسب، بعض المعوّقات بسبب انتشار بعض المفاهيم الخاطئة كأن لا تملك النساء القدرة الكافية على غور سبر العلوم. غير أن المرأة الباحثة، وعلى عكس بعض المفاهيم، تثبت قدرتها، اليوم،على القيام بمهمّات متنوعة ومنها مهام اداريّة واستشارية وعلميّة. فعلى سبيل المثال، تظهر دراسة احصائية، تم اجراؤها في أوروبا في العام 2015، أن أكثر من تسعين في المئة من الشعب الألماني لا يؤمن بتوافق المرأة والعلوم ما يؤكّد على أن "التنميط" سمة عالمية.
أما في لبنان، فتواجه المرأة الباحثة التحديات عينها التي يواجهها الرجل. فلا تشعر الزين، وبالمقارنة مع تجربتها العلمية في فرنسا، بوجود تمييز جندري في لبنان وفي "المجلس الوطني للبحوث العلمية" بين الباحثين والباحثات في شأن التقييم العلمي أو تولّي المهام.
أما بالنسبة الى أثر تأسيس العائلة والأمومة على المسيرة العلمية والبحثية للمرأة، تجد الزين أن جميع النساء العاملات وفي كافة المجالات تتأثر مسيرتهن المهنيّة بالظروف العائلية والاجتماعية للمرأة الزوجة والأم٬ غير أن الأثر الأكبر يبقى في مجال البحث العلمي اذ أنه يتقدّم بسرعة هائلة ويستوجب متابعة دقيقة وآنية وبوتيرة سريعة. لذا تشكل عودة المرأة إلى البحث العلمي بعد إجازة أمومة طويلة تحدياً فردياً لا تلحظه أنظمة المؤسسات العلمية.


رولا بو خزام
تجد الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-الهيئة اللبنانية للطاقة الذريّة" الدكتورة رولا بوخزام أن البحث العلمي مرادفا للابتكار، ولمواجهة التحديات، وللتعمّق في المعارف والخبرات. ويعزّز البحث العلمي الابداع والانتاجية بعيدا عن العمل الروتيني العادي.
لا يجب أن تكون مساهمة المرأة في البحث العلمي، وفق بو خزام، مختلفة عن مساهمة الباحث الرجل. غير أن المرأة تتمتّع ببعض الميزات في مجال البحث العلمي مثل الصبر، والقدرة على العمل تحت الضغط، والتفكير الموجّه الذي يهتمّ بالتفاصيل، والشغف الذي يقود عملها ويعزّز انتاجيتها.
تقول بو خزام أن المرأة الباحثة تواجه في لبنان المجتمع الذكوري والأبوي فتعمل المرأة جاهدة على اثبات نفسها، وتضاعف مجهودها للحصول على أدنى التقدير والاعتراف ما يوّلد لديها شعور الاحباط وعدم التحفيز.في المقابل، لا تنطبق هذه الحال في البلدان الغربية المتطورة حيث تتولى المرأة مناصب ومهام بحثية مهمّة.

 

سيلين محفوظ
تساعد البيئة العلمية، وفق الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-مركز علوم البحار" الدكتورة سيلين محفوظ، على تنمية قدرات المرأة الذاتية والتفاعلية مع المجتمع. وتعتبر مشاركة المرأة في التطوّر العلمي ركيزة أساسية في قيام الدول والمجتمعات المتقدمة.
تلحظ محفوظ أن المرأة أكثر انضباطا والتزاما بالمعايير الخاصة المرتبطة بالإنتاج العلمي، فيضفي وجود المرأة في ميدان البحث العلمي الكثير من المودة والإحترام.
لا تواجه المرأة الباحثة، وفق محفوظ، تحديات صعبة في العالم الغربي غير أنها تواجه بعض الصعوبات في المجتمع الشرقي العربي حيث تترسخ نظرة المجتمع الذكوري الى المرأة ودورها. في المقابل، تجد محفوظ أن المجتمع اللبناني يقدّر دور المرأة ومساهمتها في تطوير البحوث العلمية اذ لم تواجه محفوظ أي صعوبات في الاندماج والتفاعل في البيئة العلمية في "المجلس الوطني للبحوث العلمية".

 

مارلين براكس
تقول مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء في "المجلس الوطني للبحوث العلمية" الدكتورة مارلين براكس إن البحث العلمي فرصة لإثبات جدارة المرأة وكفاءتها في مجالات عديدة. ويؤثر الإهتمام بالبحث العلمي ومتابعته على علاقة المرأة بمحطيها وبالآخرين فيضبط، بذلك، التفكير المنطقي والعقلاني الأحاسيس العفوية.
من جهة أخرى، تشكّل ميزات المرأة من لمسة انسانيّة وخيال واسع اضافة قيّمة على البحث العلمي. وتساعد ميزة الصبر، التي تتحلّى بها المرأة، على اهتمامها بأدق التفاصيل، وعلى انجازها الأمور باتقان وتفان من دون استعجال.
تشير براكس الى أن المرأة لم تحصل بعد على الثقة الكاملة في مجال البحث العلمي في منطقتنا، اذ ما يزال البعض يفضّل الإعتماد على الرجل في قطاعات عدة. غير أن المرأة لا يجب أن تنكفئ أمام هذه التحديات بل عليها أن تطالب بحقها من دون تردّد.

 

منال نون
يعتبر البحث العلمي، وفق الباحثة في "المجلس الوطني للبحوث العلمية-الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" الدكتورة منال نون نهج حياة، يعزّز المعرفة والثقافة والخبرة عند المرأة ويزيد من استقلاليتها واعتمادها على النفس وينمّي لديها القدرة على التحليل وعلى النقد وعلى ايجاد الحلول للمشاكل وللعوائق التي تواجهها. من ناحية أخرى، تساهم المرأة الباحثة، كما الرجل الباحث، في تنمية المجتمع وتطوّره، وفي تعزيز الانفتاح الفكري والرقيّ.
تقول نون ان المرأة الباحثة تواجه تحديّات عدة في محيطها الصغير وفي المجتمع. فبالرغم من تقدّم المجتمع، ما زالت المرأة تعاني تولي الرجال المناصب المهنية العالية، وقلة توافر فرص العمل ونقص الدعم المادي والمراكز البحثية في الدول العربية. ومن جهة أخرى، تتحمّل المرأة مسؤولية مضاعفة اتجاه عملها ومسيرتها المهنية وواجباتها العائلية.