Enter keyword
Search Only

NEWS & PRESS RELEASES

أزمة الليطاني وبحيرة القرعون

9/15/2016
تتأثر البحيرات بظاهرة التشبع والإثراءالغذائي ( Eutrophication )أو نمو الطحالب التي تحدث خل ا في المحيط المائي. اذ يشكل تكاثر الطافيات النباتية (Phytoplankton) وكثافتها على سطح المياه عائقا لإختراق أشعة الشمس الى الأسفل ما يحدّ من عملية التركيب الضوئي. ويتسبب التشبع الغذائي بظهور التخمر اللاهوائي، وبانبعاث غازات مثل "كبريتيد الهيدروجين- H2S " والأمونيا.

يؤدي ارتفاع نسبة المواد المعدنية والمواد الملوثة في المياه الآسنة )مثل النيترات والفوسفات( الى زيادة نمو الطحالب، والسيانوبكتيريا ) Cyanobacteria ( وتكاثرها الى معدلات أعلى من قدرة استهلاك الحيوانات المجهرية ) .)Zooplankton يقضي هذا النوع من الطحالب، وفق الباحث في "المجلس الوطني للبحوث العلمية" الدكتور كمال سليم، في بحيرة القرعون على الكائنات الحية ويفرز سموما بلغ معدلها أربعمئة ضعف المعدل المسموح به عالميا، وتتسرب هذه السموم الى الأعماق. تحتوي الطحالب الزرقاء على مادة " "phycocyanine المسؤولة عن اللون الأزرق للمياه، ويؤدي التكاثر الكثيف لتلك الطحالب الى ظاهرة )البلوم- bloom ( الأزرق. وتمتد ظاهرة البلوم، هذا العام، الى حدود العشرة أمتار.

يموت قسم كبير من الطحالب ويترسب في القاع. يتطلب تفكك بقايا الطحالب والسيانوبكتيريا المترسبة نسبة عالية من الأوكسجين الذائب في المياه على حساب الحيوانات المائية الأخرى التي تختفي. تسبب زيادة عملية تفكك المواد العضوية الميتة المتراكمة ونقص الأوكسجين وتلوث المياه بغازات مختلفة )أمونيا..( انقطاعا في السلسلة الغذائية للبحيرة.

تختلف البيئة في أعماق البحيرة عن السطح. اذ تزداد، في القاع، كمية المواد العضوية التي تتغذى منها البكتيريا الهوائية. تفكك البكتيريا الهوائية المواد العضوية الى مواد أصغر مع استهلاك كمية من الأوكسجين، فتخف نسبة الأوكسجين في المياه ما يؤدي الى اختناق الأسماك. وتكثر، في الأعماق، كميات الغازات مثل "كبريتيد الهيدروجين"، والأمونيا، والميثان التي تؤدي الى انبعاث روائح كريهة وظهور اللون الأسود في البحيرة.

تظهر الأسماك التي تعيش في القاع، حيث تنخفض نسبة الأوكسجين، حركة مفرطة وقفزاً فوق سطح المياه، اذ تحاول تلك الأسماك البحث عن مادة "الأوكسجين" على سطح المياه حيث ينفق عدد كبير منها. ويجد الباحثون أن الأسماك المختنقة تنفق على السطح مفتوحة الأفواه، وأن لون صفيحات خياشيمها أحمر باهت بدل لونها الطبيعي الأحمر الزاهر. يقول سليم ان هذا الواقع مشابه لما يحصل في بحيرة القرعون. تبيّن نتائج التحاليل الكيميائية التي تم اجراؤها في "الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية" في أعماق البحيرة وجود نسب عالية من مواد "كبريتيد الهيدروجين" و"الامونيا" التي تسبب انبعاث الروائح الكريهة وظهور الصدأ في المعدات ومجموعة توليد الكهرباء. وهذا ما ظهر عند ضخ المياه في القناة 900 وعند فتح مسرب لضخ المياه الى الجنوب. يلفت سليم الى أنه تم اقفال قناة 900 للري في بحيرة القرعون ولم يعد الأهالي قادرين على تحمل الروائح المنبعثة، ولا يمكن استخدام مياه البحيرة في الزراعة، فيتحمل المزارعون كلفة إضافية لشراء المياه من الآبار.